أعلنت أمازون يوم الأربعاء عن تحقيقها إنجازًا بيئيًا رئيسيًا يتمثل في “مواءمة” جميع الكهرباء التي تستهلكها عملياتها في عام 2023 مع طاقة متجددة بنسبة 100%. إلا أن بعض الخبراء يرون أن هذا الادعاء يفتقر إلى التفاصيل الدقيقة، خاصة مع إصدار شركة التكنولوجيا العملاقة تقريرها السنوي للاستدامة.
النقاط الأساسية:
ذكرت الشركة في منشور مدونة أنها حققت هدفها الذي حددته في عام 2019، وهو مطابقة استهلاك الطاقة بالكامل عبر عملياتها العالمية، بما في ذلك “مراكز البيانات والمباني التجارية ومحلات البقالة ومراكز التوزيع”، مع الطاقة المتجددة، وذلك قبل الموعد المحدد بسبع سنوات.
أوضحت أمازون أنها حققت الهدف من خلال كونها “أكبر شركة مشترية للطاقة المتجددة في العالم” للعام الرابع على التوالي، واستثمرت “مليارات الدولارات” في بناء أكثر من 500 مشروع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح حول العالم.
لا يعني ادعاء الشركة أنها تستخدم طاقة متجددة بنسبة 100% لتشغيل عملياتها، وإنما تقوم بشراء كمية معادلة من الطاقة من محطات الطاقة الشمسية والرياح، ثم يتم إرسالها إلى شبكة الكهرباء العامة.
على الرغم من شراء هذه التعويضات، أظهر تقرير الاستدامة للشركة أن انبعاثات أمازون من العمليات المباشرة ارتفعت بنسبة 7% في عام 2023 مقارنة بالعام السابق.
أظهر التقرير أيضًا أن البصمة الكربونية لشركة أمازون قد ارتفعت بنسبة 34% منذ إطلاق تعهدها المناخي (Climate Pledge) في عام 2019، والذي يهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2040، إلا أنها انخفضت بنسبة 3% في عام 2023 مقارنة بعام 2022.
رقم كبير:
13%: هذا هو مقدار انخفاض “كثافة الكربون” لشركة أمازون في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، وفقًا لما تدعي الشركة. تصف الشركة كثافة الكربون بأنها جرامات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تولدها مقابل كل دولار من “إجمالي مبيعات البضائع”. منذ عام 2019، انخفض هذا المعيار بأكثر من 34%.
وجهة نظر ناقدة:
انتقد بعض الخبراء ادعاءات أمازون المتعلقة بالمناخ لغموضها وعدم شفافية تقاريرها بشكل كافٍ. منح مشروع الإفصاح عن الكربون (CDP) غير الهادف للربح، والذي يعمل على الكشف عن المعلومات المتعلقة بالمناخ، تقرير تغير المناخ لشركة أمازون تصنيف “ب”، وهو أقل من تصنيف “أ-” الذي منحته لشركة أبل وتصنيف “أ” الذي منحته لشركتي جوجل ومايكروسوفت.
وتعليقًا على تصنيف أمازون، أخبر مدير في مشروع الإفصاح عن الكربون صحيفة نيويورك تايمز أن الشركة
“بحاجة إلى تحديد المصادر التي استخدمتها بالفعل للتوصل إلى حساباتها”.
في شهر مايو، نظم تحالف من موظفي الشركة، “موظفو أمازون من أجل العدالة المناخية”، إضرابًا ووجّهوا انتقادات إلى أمازون بسبب “ازديادها سوءًا وليس تحسنًا فيما يتعلق بالمناخ”.
ملحوظة جانبية:
تناولت كارا هيرست، نائبة رئيس قسم الاستدامة العالمية في أمازون، المخاوف بشأن ارتفاع الطلب على الطاقة بسبب ازدهار الذكاء الاصطناعي، في تقرير يوم الأربعاء: “لن يكون تقدمنا نحو تحقيق أعمال تجارية خالية من انبعاثات الكربون بشكل خطي، ومع تطور أعمالنا المختلفة ونموها كل عام، سنحقق نتائج مختلفة”. وأضافت لوكالة بلومبيرغ:
“تظهر أشياء مثل الذكاء الاصطناعي علينا التعامل معها، ولكن أعتقد أن لدينا الكثير من الأدوات التي لم تكن متوفرة لدينا حتى قبل عامين.”